من معارك فيتنام
عام ألف وتسع مائة وثلاثة وستين، ورث نائب الرئيس الأمريكي لندن جونسون الرئاسة عن جون كندي.
كانت أزمته الأولى نشوب الحرب في فيتنام.
بدأ دعم هذه الحرب بقوة.
ولكن إلى متى يمكن أن تستمر هذه الحرب؟ وهل يمكن لأمريكا أن تكسبها؟
أنزلت البحرية الأمريكية في فيتنام عام خمسة وستين.
وقد أرسلها إلى هناك الرئيس لندن جونسون لمساعدة فيتنام الجنوبية على وقف الزحف الشيوعي وتعزيز السلام في جنوب شرق آسيا.
استولى لندن جونسون على السلطة بعد اغتيال كندي قبيل عامين من ذلك، وكان واثقا بأنها ستكون حربا سريعة ومحددة.
رحبت قوات فيتنام الجنوبية الباقية على قيد الحياة بالجنود الوافدين.
تولى المسؤولية هناك الجنرال وليام سي ويست مورلاند.
كان بطل الحرب العالمية الثانية، وجندي الجنود.
" سوف نصمد بثبات في فيتنام. ولنتذكر بأننا مجربين من قبل وأن أمريكا لم تكن يوما ضعيفة.. أعرف أننا سنثابر، وأننا سننتصر.."
للمرة الأولى في التاريخ، سيشاهد العالم ساحات المعارك أثناء الاشتباكات.
إنها الحرب المتلفزة الأولى.
حين وصلت القوات الأمريكية إلى فيتنام عام خمسة وستين، خرجت شبكة التلفزة معها، لتنقل الحرب، مباشرة من فيتنام.
كان الصحفي الأوسع انتشارا وأكثر ثقة في السي بي إس الأمريكية والتر كرونكيت.
" حين وصلت أول مرة إلى فيتنام عام خمسة وستين، شعرت بأننا ربما نسير بالاتجاه الصحيح في فيتنام. كنا في تلك الفترة نعتمد على المستشارين. ولكننا نضع أفضل وحدات مقاتلة لدينا في البلد لدعم جنوب فيتنام في مقاومتها لزحف الشيوعيين.. وارتأيت حينها أن هذا هو الاتجاه السليم".
كانت فيتنام منقسمة إلى قسمين بفعل الحرب.
يحكم الشيوعيين فيتنام الشمالية، التي تدعم جيش الفيتكونغ فيها روسيا والصين.
أما الجنوب فكان ديمقراطيا تدعمه الولايات المتحدة.حين زحف الفيتكونغ الشيوعيون إلى الجنوب تدخل الأمريكيون لوقفهم.
".. كان القادة الأمريكيين شديدي الحماس، ولكنهم لم يكونوا على علم بما هي طبيعة الحرب التي يتورطون بها.. كان الجنرال الذي يقود الجيش الثالث والسبعين بعد المائة، ينتقد بشدة الطريقة التي يقاتل فيها الفيتناميون في الحرب. فهم لا يقفون للمواجهة كالرجال، حسب قوله، بل يضربون ويهربون إلى الغابات، حتى أنهم يتركون خلفهم أطفالا ونساء. لا شك بأن هذا هو أسلوب حرب العصابات، وهو بالكاد يعلم الآن عما هو بصدده".
ولكن حرب العصابات كانت تسعى لتحقيق هدف واحد: توحيد جنوب فيتنام وشمالها تحت لواء القائد الشيوعي هو شي منه، بدعم من الرئيس ماو تسي تونغ.
كان قادة الشيوعيين ينظمون الفلاحين في شمال فيتنام..
ولكنهم سرا، كانوا يجدون دعما هاما في الجنوب الديمقراطي.
المشكلة بالنسبة للقوات الأمريكية هي التمييز بين الصديق والخصم.
نتيجة شعورهم بالإحباط، كانوا يلجأون لحرق القرى بكاملها، وتسويتها مع الأرض.
يذكر أحد الضباط ذلك بالقول: كنا نجبر على حرق القرى بهدف حمايتها".
أجبر أربعة ملايين مواطن من الشعب الفيتنامي في الجنوب على التخلي عن منازلهم.
كان الخوف والكآبة، يسيطران على الشبان من الوحدات الأمريكية التي كانت تقاتل عدوا لا تراه، على مسافة اثني عشر ألف ميل من الوطن.
بدأ الجندي الأمريكي في زرع الرعب في قلوب الشعب الذي يفترض أنهم هناك للدفاع عنه.
رغم المشاكل في فيتنام، كان الجميع في الولايات المتحدة متفائلا.
كانت السي أي إيه والقيادة العسكرية تبعث إلى إدارة جونسون بتقارير إيجابية عن سير تقدم الحرب.
ولكن جونسون كان يريد المزيد.
عمل لدى الرئيس في ذلك الوقت مستشارا من الشباب، هو توم جونسون…
وهو شاب في السادسة والعشرين كان يسجل الملاحظات في اجتماعات رفيعة المستوى في البيت الأبيض.
حاز على ثقة الرئيس طوال فترة الحرب.
" .. كانت الصحافة في بادئ الأمر تدعم موقفه من الحرب.. جرى تحالف واسع بين اللبراليين والمحافظين. وكان الكثيرين منهم يريدونه أن يبذل مزيدا من الجهود".
مع نهاية عام خمسة وستين، كان الدعم للسياسة الأمريكية ضد الشيوعيين بنسبة خمس وستين بالمائة، يميل إلى النمو.
أقطاب من كبريات المدن في أنحاء أمريكا كانت تؤيد إرسال مزيد من الوحدات إلى ساحات القتال.. في الجانب الآخر من العالم..
" ليس من السهل على الناس أن يغادروا، ليس من السهل أن تطلب من أحد الرحيل عن وطنه بسعادة للقيام بالواجب بعيدا عنه. ولكن واجب الدفاع عن الحرية لم يكن من المسائل السهلة يوما."
التقى الجنرال ويست مورلاند ولندن جونسون وجها لوجه للتحدث بشؤون الحرب الفيتنامية.
كانا يؤمنان معا بمصير أمريكا، ولا بد من تدمير الشيوعية في العالم.
عام خمس وستين بدأ جونسون وويست مورلاند حملة قصف مكثفة عرفت "بعملية الرعد الزاحف".
تهدف تلك العملية الى قصف شامل لمدن فيتنام الشمالية ومصانعها وخطوط اتصالاتها الرئيسية.
على مدار الإثني عشر يوما التالية، ألقيت على هذا البلد الصغير كميات من القذائف تزيد عما ألقي خلال أربعة سنوات من الحرب العالمية الثانية بكاملها.
بقدرة كهذه على القصف، اعتقد جونسون وويستمورلاند أنهما سيكسبان الحرب وبكل سهولة.
ولكنهما كانا يراهنان على صمت الشيوعيين، وقوة حرب العصابات.
بعد عامين من الحرب وصلت معلومات من أجهزة الاستخبارات تؤكد بأن أعداد هائلة من وحدات العدو تحتشد بالقرب من القاعدة البحرية الأمريكية، خي سانه .
حاصر أربعين ألف جندي من فيتنام الشمالية، أربعة آلاف من جنود البحرية الأمريكية العاملين هناك.
وصلت رسالة من جونسون تقول:" لا أريد سماع نبأ عن ديم بين فوه جديدة". مذكرا بالمذبحة التي تعرض لها رجال البحرية الفرنسية قبيل ثلاثة عشر عاما.
ولكن ويستمورلاند أكد أنه إذا تمكنت القوات المحاصرة من المقاومة حتى حلول موعد وقف إطلاق النار التقليدي، سيتم إحتواء الهجوم.
طوال تجربتها العسكرية الماضية، كانت فيتنام تعتمد إجازة أسبوعين أثناء تيت، أي السنة الصينية القمرية الجديدة.
كان يتم الاحتفال بالمناسبة الدينية الواسعة من قبل العسكريين والمدنيين على حد سواء.
تؤكد التقاليد أن الألعاب النارية تبعد الأرواح الشريرة لمدة عام آخر.
ولكن عام ثمانية وستين انتهك الفيتكونغ تلك الهدنة. فقد جهزوا لحملة واسعة النطاق في الليلة الأولى من الإجازة.
هاجم سبعون ألف فيتنامي وبوقت واحد ستة وثلاثين مدينة، وأربعة وأربعين بلدة، وأربع وستين قرية في جميع أنحاء فيتنام.
أما هدفهم الرئيسي فكان سايغون العاصمة.
كان الهجوم تلك الليلة آثما.
تأكدت فيتنام الجنوبية وحلفائها الأمريكيين من عدم نجاة أي منطقة من الهجوم في تلك الليلة.
انتقلت الحرب من الأدغال إلى المدن، وغرف النوم والمنازل والمستشفيات.
قتل النساء والأطفال وهم في فراشهم أو على الطرقات.
تم إشعال النيران في جميع أرجاء المدن.
شاهد عشرة ملايين أمريكي مباشرة الفوضى العارمة التي تعم البلاد.
تعرض المشاهدون لمشاهد مؤلمة، علما أنها ليست جميع مشاهد الخوف.
وتعرض سكان جنوب فيتنام إلى المعاناة،
والآلام.
أما لحظة الذروة في الحملة الشيوعية فكانت هجوما انتحاريا على السفارة الأمريكية في سايغون.
قبيل الثالثة فجرا، قام تسعة عشر من رجال الفيتكونغ ضمن مجموعة كوماندو بالهجوم على السفارة.
تمكن الفيتناميون من فتح ثغرة بالجدار الخارجي للسفارة مستخدمين صاروخا مباشرا، دخلوا من تلك الثغرة وهم يطلقون النار في جميع الاتجاهات.
في التاسعة والربع وبعد ست ساعات من القتال سقط جميع المهاجمين بين قتيل وجريح.
" ما كان لهذه العملية أن تنجح في قلب سايغون، فهي عملية انتحارية بكل ما في الكلمة من معنى".
صبيحة اليوم التالي صحت أمريكا على صور السفارة في سايغون تحترق بعد أن فتح صاروخ ثغرةة في جدارها.
كانت جثث أربعة من رجال البحرية وعناصر الفيتكونغ القتلى مجسات على أرض الحديقة …
أثر هذا المشهد، أكثر من غيره، على وجهة نظر الشارع الأمريكي من الحرب الفيتنامية.
طالما أن الشيوعيون يستطيعون مهاجمة السفارة الأمريكية، فكيف لأمريكا أن تسيطر على جميع أنحاء البلاد؟
ولكن ويست مورلاند لم يتراجع عن قراره.
" ليس الهجوم على السفارة إلا جزء من حملة تيت الهجومية، والهادفة لتحطيم معنويات الشعب الأمريكي. ليؤكدوا بأنهم قادرين على القيام بعمل عسكري يحقق نتائج مدمرة. ولا شك أنها أثرت بالمعنويات، لكن دون أن تحطمها، إذا أخذنا بعين الاعتقاد أن سفارتنا التي في عاصمة بلد يفترض أننا نقوم بحمايته، لا يمكن أن تضعف أمام هجوم كهذا".
صعق جونسون لسماع هذه الأنباء.
سبق أن أكد له الجميع بأن النصر حتمي.
سرعان ما وقع انفجار صاعق آخر، حين تعرضت مدينة هوي القديمة الجميلة للدمار على يد الفيتكونغ.
حاول جونسون أن يرسم ملامح الشجاعة وهو يدلي بهذه الكلمات:
" قرر عدو الحرية أن يجعل من هذا السنة عام الحسم. فهو يلقي الضربات الأثيمة وسط جهود يائسة، في محاولة منه لتحقيق أطماعه الأخيرة".
أرسلت السي بي سي والتر كرونكيت لبث تقرير عما يجري.
" تؤكد بيانات صباح الأحد سقوط صواريخ ووقوع هجمات مميتة على المناطق الثانية والثالثة والرابعة.. أما في المنطقة الأولى هنا فالحياة تتبع مجراها الطبيعي. لو أنه المجرى الطبيعي فعلا لكانت الضوضاء تعم المكان هنا في هوي.."
في السابع والعشرين من شباط فبراير خرج كروكيت على الهواء ليتحدث عن رأيه الشخصي بما يجري، ذلك الرأي الذي أدى إلى عواقب وخيمة ما كان ليتوقعها..
" يبدو الآن وأكثر من أي وقت مضى بأن التجربة الدامية في فيتنام سوف تنتهي بموقف محرج… فإما أن ينتهي هذا الصيف بمفاوضات الأخذ والرد، أو بحملة تصعيد عسكرية مخيفة. ولكن من الواضح تماما حتى هذه الساعة، أن المخرج المنطقي الوحيد هو بالتفاوض، ولكن ليس كمنتصر، بل كشعب كريم بذل كل ما لديه من طاقات للدفاع عن الديمقراطية دون تردد.
كان معكم والتر كرونكيت، عمتم مساءا".
" يكن الرئيس جونسون احتراما هائلا لكرونكيت، أعتقد من جهة، لأنه أمضى فترة طويلة من حياته في تكساس، ومن جهة أخرى لأنه يعتقد بأن والتر كان دائما ينقل الأنباء بصدق واتزان، في حين كان غيره يعجز عن القيام بهذا الدور بما في ذلك افتتاحيات الصحف".
"لم يجب الرئيس مباشرة على ذلك التقرير، حتى أنه لم يرد عليه نهائيا، لم نتحدث به أبدا. سمعته يقول وبوجودي أن الصحافة سببت كثيرا من الأذى في الحرب، وأنها اعتبرت بأن الحرب انتهت.. ولكنه لم بصرح بأني أعلنت نهاية الحرب".
" كنت أشاهد تقرير كرونكيت مع الرئيس جونسون، وقد تأثر جدا به. حتى أنه قال لي، وقالها لغيري أيضا:" إذا ما خسرت كرونكيت، سوف أخسر الحرب".
كان جونسون يخسر الحرب فعلا، ودعم أمته أيضا.
حتى أن مؤيديه تضاءلوا الى الأربعين بالمائة.
ركزت الشبيبة في جميع أنحاء العالم جل غضبها على الحقيقة في فيتنام.
تحول عام ثمانية وستين إلى عام النزاعات الاجتماعية والسياسية.
في الأسبوع نفسه من تقرير كرونكيت، أرسل ويست مورلاند تقريرا عن الوضع في جنوب شرق آسيا.
قال فيه أنه يحتاج إلى ربع مليون آخر من الجنود كي يضمن النصر مع نهاية ذلك العقد .
ولكن قبل أن يوافق جونسون على المزيد من التورط أراد نصيحة الخبراء.
لجأ إلى كلارك كليفورد. وهو أحد المحامين الأشداء والمحترمين في واشنطن. وكان من مؤيدي الحرب أيضا.
" هذا يوم بالغ الأهمية بالنسبة لنا في البيت الأبيض. وأخيرا تمكنا من إقناع كلارك كليفورد بالخروج من حقيبة المطبخ، إلى الغرفة الشرقية. بعد جهود كبيرة وسرية أحيانا سنحاول أن نجعل منه شخصية شريفة".
بدأ كليفورد يطرح مجموعة أسئلة على أهم معاوني جونسون:
" هل تكفي مائتي ألف رجل لكسب الحرب؟"
فيجيبه البعض:
"كم من الجنود يمكنهم ذلك؟"
لم يكونوا متأكدين.
"متى سيتم كسب الحرب؟
ما كانوا يعرفون.
" هل أصبح العدو على وشك الرحيل؟
ربما ليس بعد.
لم تتمكن القيادة المشتركة للقوات الأمريكية من تبرير طلب ويستمورلاند لمزيد من الوحدات.
أصبح الخيار واضحا، وقع السلام وأخرج القوات الأمريكية من فيتنام.
" كنا نقود السيارة بين الناس فيقذفون اليموزين الرئاسية بدلو مليء بالدم،.. كان هناك الكثيرين ممن يحرقون بطاقات خدمتهم العسكرية، وأطفال وزوجات طاقم العاملين والمستشارين في البيت الأبيض ممن يعارضون الحرب. كانت مرحلة عصيبة جدا على ذلك الرجل العظيم الذي بذل جهده عبر كل السبل الدستورية المتوفرة كي يتمكن الناس من الحصول على بيت وعمل وعناية صحية لائقة وحقوق متساوية في ظل القانون والتربية والتعليم. ليس من السهل عليه أن يرى كل هذه البرامج تسحق بسبب آلام آلاف الرجال من العائدين بدون عين أو ساعد أو قدم."
صورة ذلك الطفل الفيتنامي الذي يركض في الشوارع بعد تعرضه لقنابل النابالم أثرت به جدا.
كنت هناك إلى جانبه، ليست هذه حكايات عن ثان وثالث، لأني شاهدت الكثير منها، إلا أن هذه كانت حالة شخص يلفظ أنفاسه الأخيرة، بعد أن كان يريد القيام بما هو أصح، كانت تلك لحظات مؤلمة، بالنسبة للرئيس السادس والثلاثين للولايات المتحدة".
كان التأثير على جونسون مدمرا.
"لن أطالب ولن أقبل بترشيح حزبي لفترة رئاسية أخرى".
حين أعلن الرئيس جونسون، بعد بثنا ببعض الوقت، أنه لن يترشح للانتخابات، لم يصعقني الخبر ولم يفاجئني. في تشرين الثاني نوفمبر كان يواجه شرخا هائلا في البلاد. تظاهرات الشوارع لم يسبق لها مثيل. كادت تكون حملة مزعجة، وما كنت أعتقد بأن أي مرشح أو رئيس يمكنه الوقوف في وجه حملة كهذه، لمواجهة إرادة رأي عام كهذا"
أريد لها أن تكون نهاية تجربة جونسون السياسية.
على مدار الأشهر العشر الباقية من حكمه، تخلى الرئيس عن مهمته في إعادة تشكيل أمريكا، ليركز على مهمة إيجاد حل لمشكلة فيتنام وطريق نحو السلام.
أمر فورا بوقف القصف على فيتنام.
وبدأ العمل على بدء محادثات للسلام.
جرت المفاوضات في باريس، المدينة التي شهدت نزاعات كثيرة طوال عام ثمانية وستين.
ترقب العالم ليرى ما إذا كانت أمريكا تستطيع التفاوض على السلام في فيتنام.
في تلك اللحظات لم يتمكن أي من الطرفين من اعلان النصر.
ولكن مجرد وجود فيتنام الشمالية على طاولة المحادثات بشأن السلام تؤكد للعالم من هو المنتصر الحقيقي.
شكل ذلك منعطفا هاما بالنسبة للرأي العام في أمريكا فيما يتعلق بدورها كقوة لحفظ السلام.
حين غادر جونسون مكتبه، بدأت مرحلة جديدة، عرفت بعصر نيكسون، الذي انسحب من فيتنام بعد أربعة أعوام أخرى من الحرب.
مات جونسون عام ثلاثة وسبعين، الذي كان رجل اصطبغ بلون حرب لم يكن يريدها، ولكنه أجبر على تحمل لعنتها.
هي حرب ستبقى ذكرى صورها أكبر من الكلمات.