بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يــــــوسف بن تـــــا شفين .. أمير المُسلميـــن
يعتبر يوسف بن تاشفين بحق واحدًا من عظماء المسلمين الذين جدّدوا للأمة أمر دينها ولم يأخذ حقه من الاهتمام التاريخي إلا قليلاً .
وشخصية يوسف بن تاشفين شخصية إسلامية متميزة استجمعت من خصائل الخير وجوامع الفضيلة ما ندر أن يوجد مثلها في شخص مثله؛ فيوسف بن تاشفين «أبو يعقوب» لا يقل عظمة عن يوسف بن أيوب الملقب بصلاح الدين الأيوبي، وإذا كان الأخير قد ذاع صيته في المشرق الإسلامي وهو يقارع الصليبيين ويوحد المسلمين، فإن الأول قد انتشر أمره في المغرب الإسلامي وهو يقارع الأسبان والمارقين من الدين وملوك الطوائف، ويوحِّد المسلمين في زمنٍ كان المسلمون فيه أحوج ما يكونون إلى أمثاله.
نشأ يوسف بن تاشفين في جنوب بلاد المغرب (موريتانيا حاليًا) نشأة إيمانية جهادية، وأصله من قبائل "سنهاجة اللثام"، ويقال بأنه عربي وفي روايات أخرى بربري.
كانت الظروف السياسية السائدة في زمنه غاية في التعقيد، وغلب عليها تعدد الولاءات وانقسام العالم الإسلامي وسيطرة قوى متناقضة على شعوبه؛ ففي بغداد كانت الخلافة العباسية من الضعف بمكان بحيث لا تسيطر على معظم ولاياتها، وفي مصر ساد الحكم الفاطمي وفي بلاد الشام بدأت بواكير الحملات الصليبية بالنزول في سواحل الشام، وفي الأندلس استعرت الخصومة والخيانة وعمَّ الفساد بين ملوك طوائفها.